الحمد لله رب
العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن الفتوى عند السلف الصالح: أمانة عظيمة، وحِمل ثقيل؛ فأحب ما على أحدهم أن يُكفى
أمرها، وربما أخّر المستفتي حتى يتأمل؛ وعند أدنى شك أو اشتباه بادر بلا تلكؤ بـ:
لا أدري، وإذا لم يجد بُدا من الجواب أجاب خوفا من كتمان العلم، وقلبه يرجف خشية
الكذب على دين الله، قال عطاء بن السائب التابعي رحمه الله: (أدركت أقواما يُسأل
أحدهم عن الشيء؛ فيتكلم وهو يرعد!)، هذا وهو في العلم أثقلُ من أُحد، وأثبتُ من
الوَشم.
والذي مضى عليه أهل الشوكة والسلطة فيهم: أن الإفتاء حمى محفوظ، لا يُمكّن من
تسوّره كلُّ من هب ودب.
وربما لم يُنصب للمفتي كرسيه حتى يشهد له علماء بلده أنه أهلٌ له، قال الإمام مالك
رحمه الله: (ما أفتيت حتى شهد لي سبعون [أي من العلماء] أني أهلٌ لذلك).
أما العامة؛ فمستجيبة لوصية علمائها: (إن هذا العلم دين؛ فانظروا عمن تأخذون
دينكم).
هذا ما كانوا عليه .. ثم آل الأمر في هذا الزمان المتأخر إلى حال مؤسفة، ساوت فيها
العراقيب المناكب! (... اتخذ الناس رُءُوسًا جهالا؛ فسُئلوا فأفتوا بغير علم؛ فضلوا
وأضلوا).
إنها ظاهرة "المفتين الخِفاف" التي تفاقمت في الآونة الأخيرة؛ فأوقعت في الناس حيرة
واضطرابا؛ فالإفتاء عند هؤلاء غنيمةٌ وأي غنيمة! يُسابقون إليها، ويتواثبون عليها.
ترى أحدهم يتصدى للفتاوى العامة -في الفضائيات أو الصحف أو الشبكة- جذلانا، ومهما
عُرض عليه من جليل المسائل: سارع بالجواب، وهي التي ربما لو عُرضت على عُمر لجمع
لها أهل بدر!
وهذا الحرص والتقحم مقيتٌ لو كان في هذا المفتي الخفيف شيء من الأهلية؛ فكيف وهو من
العلم عارٍ، والرسوخ في علوم الشريعة -عقيدة وفقها وأصولا وتفسيرا وحديثا ولغة- منه
أبعد من بيض الأَنُوق!
لم يشهد له بالعلم "صبيان حارته" بله علماء بلده!
الرصيد الذي يحمله: جهلٌ مضموم إلى جُرأة، وربما انضافت إليهما رغبةٌ في شهرة، أو
ظفر بحظ دنيء من دنيا.
إن هذه الحال -والله- عجيبة! فالأمر الملكي المؤكَّد ذي الرقم (13876/ب
بتاريخ:2/9/1431هـ) يقضي بقصر الفتوى على أعضاء هيئة كبار العلماء ومن يأذن لهم
المفتي العام؛ وكثير من القنوات والصحف والمفتين الخِفاف قد رموا به عُرض الحائط!
فها هي -عند كل حادثة- تسابق إليهم -أو هم يسابقون إليها- ليستمتع بعضهم ببعض!
وإذا كان تمكين الجهال من منصب الإفتاء خطبا جسيما؛ فكيف إذا كان وراء الأكمة ما
وراءها!
فقد بات من الواضح أنه إذا أريد "تمرير" شيء ما؛ فلا يحتاج الأمر إلى أكثر من
"تحريك" واحد أو اثنين من هؤلاء الجهال أهل الخِفّة والفتوى "المطلوبة" ستكون جاهزة
-بالمقاس- في طرفة عين!
حتى إن جملة من ذوي الأغراض والتوجهات الفاسدة قد استغنوا عن كثير من العناء
ومجابهة الصالحين بهؤلاء؛ فجاهلٌ أو منتكسٌ صاحبُ هوى، يُرقم تحت اسمه -تسويقا-:
(فضيلة الشيخ، أو: الباحث الإسلامي ..) ينهض بالمطلوب بكفاية!
فالمقص الصدئ والخيط بيده؛ "يقصقص" ويشذب، ويفصّل ويخيط من الأحكام ما يهوى، وما
يشتهون، ومركب التعليل ذلول؛ وهو تطويع (المصلحة، الحاجة، مقاصد الشرعية، الخلاف
..) للأهواء، مع عدم نسيان الطبع بالطابع العائم: وفق الضوابط الشرعية!
وهم إن أقنعوا فئة من العامة بما يرومون ترويجه فهو مكسب لا بأس به، وإلا فمجرد
إثارة الغبار وتحريك المياه الراكدة -أول مرة- كافٍ؛ فبعض الأغرار لا يحتاج إلى
أكثر من هذا؛ ليقنع نفسه، أو يشيع في المجالس ووسائل التواصل: (ترى المشايخ
حلّلوه!) أو: (على الأقل المسألة فيها خلاف!)، فإذا طُرح الموضوع مرة ثانية ثم
ثالثة: صار القولَ المشهور!
إن هذه المعضلة جلل، وهي جديرة بالوقوف الجاد أمامها، والكل مسئول، والمقام يحتاج
إلى مزيد بسط وتفصيل، وما هذه الكلمات إلا نفثة مصدور والتفاتة مذعور.
إن على الصادقين أن يفقهوا؛ فالواقع يُنذر بشرٍّ مستطير؛ فإنه إن تمادى الزمان وحبل
المفتين -المفتونين- مُلقى على غاربهم؛ فالثمرة مُرّة؛ فإن القوم جادّون في تفصيل
دين تُلوى فيه الأدلة حسب الأمزجة، يتوافق والرغبات، ويخضع للنزوات.
وقد نذروا أنفسهم لمراغمة أهل العلم، وإقناع العامة بأن فتاوى علمائهم الراسخين:
دينٌ رجعي، وتشدد في تشدد! والمشتكى إلى الله.
اللهم اكفِ المسلمين شر كل ذي شر.
كتبه: أ.د. صالح
بن عبدالعزيز سندي
21/6/1439هـ
الحمد لله، وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فقبل سنوات انشقت الأرض عن نبتة ضالة خبيثة كانت تغمز قناة الدين على است
( ردٌ على مقال: سلفي في مقام سيدي عبد الرحمن لإبراهيم طالع الألمعي ) الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عبده المصطفى وآله وصحبه ومن اقتفى، أما بعد:
الحمد لله الحق المبين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وأصحابه الميامين، أما بعد: فمن كان يمر بخياله أنه سيأتي يوم يطل علينا فيه من هو
كنت عزمت على إغلاق باب المناقشة من جهتي فيما أطلقت عليه (الرسالة): سجال ابن تيمية؛ فلم يعد هناك ما يستحق الوقوف عنده، غير أن العدد الصادر بتاريخ 2
تدبُر آية (1) (إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما) الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه، أما بعد: فتحت قوله سبحانه: (عندك) يلوح
بسم الله الرحمن الرحيم سأكون أول من يحتفل بالمولد النبوي لو ظفرت بحديث فيه حث منه صلى الله عليه وسلم على تخصيص يوم الثاني عشر من ربيع الأول بمي
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فإن التوحيد دين الحنيفية، والحج شعار الحن
تدبر آية (2) (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فهذه الآية العظيمة من سورة
(تعقيب على مقال: "منهج السلف" للشيخ عادل الكلباني) الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فقد كثر الخوض هذه الأيام ف
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإن من الأودية الواسعة المؤدية إلى الباطل: استعمال الألفاظ المجملة ذات المعاني
الحمد لله، وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فقبل سنوات انشقت الأرض عن نبتة ضالة خبيثة كانت تغمز قناة الدين على است
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فيطرح كثير من طلبة العلم هذا السؤال: ما هو حمار الوحش الذي ثبت في الأحاديث الك
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فقد تصاعدت وتيرة الحملة الإعلامية العالمية ضد "السلفية"، مع صبغها بصبغ
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه، أما بعد: ففي أيام الفتن المدلهمة يكون للإشاعات سوق رائجة ، وب
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه أجمعين، أما بعد: فإنه لم يكن من هدي السلف الحرص على الإفتاء، أو الإعلان على الملأ أن خط
الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإن الخيلاء تكبرٌ وعجبٌ وترفعٌ لتخيل فضيلة تراءت للإنسان في نفسه. وهو
الحمد لله ذي العزة والجبرياء، والعظمة والكبرياء، والصلاة والسلام على إمام الأنبياء، من أُنزل عليه كتابٌ لا يغسله الماء، وعلى آله وصحبه الأتقياء ال
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه أجمعين، أما بعد: فإن ثمرة الأعمال الصالحة كلها -ظاهرها وباطنها-: صلاح القلب و
إساءة الصحف الدنمركية والنرويجية في حق نبينا الكريم -عليه الصلاة والسلام- وفداه أبي وأمي ليس شيء يهيج في قلب المؤمن غيظا أعظم منها، بل لا يستريب ا
مما يتفق عليه العقلاء أن الجدال العقيم وكثرة القيل والقال ليست شيئا مرغوبا فيه، ومن هذا المنطلق جاء التوجيه النبوي الكريم بترك الجدال ولو كان المر
1/ لا تعارض بين دعوة المسلمين وغير المسلمين، فكلاهما من أبواب الخير "الأهم"، والموفق من ضرب من كل خير بسهم. 2/ دعوة الكفار تحتاج إلى: علم وحكمة و
عنوان الرد: (ردا على د. قيس آل مبارك ... من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب كما قال ابن حجر) وقفت أثناء تقليبي لملحق الرسالة (بتاريخ 24 من جمادى الآخر
أكاذيب إعلامية (1) العلماء ورفض افتتاح مدارس البنات بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وآله وصحبه، أما
كنت عزمت على إغلاق باب المناقشة من جهتي فيما أطلقت عليه (الرسالة): سجال ابن تيمية؛ فلم يعد هناك ما يستحق الوقوف عنده، غير أن العدد الصادر بتاريخ 2
إساءة الصحف الدنمركية والنرويجية في حق نبينا الكريم -عليه الصلاة والسلام- وفداه أبي وأمي ليس شيء يهيج في قلب المؤمن غيظا أعظم منها، بل لا يستريب ا
نشر في الصحافة –عكاظ في 14/5/1428هـ- خبر إعادة بناء سقيفة بني ساعدة بجوار المسجد النبوي، وسيكون مبنى متعدد الأدوار، فيه قاعة للمؤتمرات والندوات وا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه، أما بعد: فإن الذي دلت عليه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن صدقة الفطر إنما تُخرج طعاماً ل
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين، أما بعد: فإن قطب رحى الشريعة ومقصدها الأسمى: إخلاص الدين لله، وعبادته وحده
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين، أما بعد: فإن قطب رحى الشريعة ومقصدها الأسمى: إخلاص
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ أما بعد: فقد حبست وسائل إعلام عالمية أنفاسها، وترقبت منظمات وشخصيات بلهفة ما يسفر عنه يوم (21